تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية – الجزء الأول
المقدمة
الكنيسة السريانية الكاثوليكية إحدى الكنائس الشرقية التي تتبع الكرسي الرسولي الكاثوليكي. يتوزع أبناءها دول الشرق الأوسط وبلاد المهجر ويبلغ تعدادهم 174,000[1] نسمة. يقع ثقل الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الشرق في كل من لبنان حيث مقر الكرسي البطريركي، والعراق ” أبرشية الموصل و كركوك وكوردستان ، وأبرشية بغداد والبصرة والخليج “. وسوريا “أبرشية حمص وتوابعها، وأبرشية الشام، وأبرشية حلب، وأبرشية الحسكة وتوابعها”، وأيضاً أبرشية مصر، وأبرشية أمريكا، واكسرخوسية كندا، والنيابات البطريركية في تركيا وفنزويلا والإرساليات في أوروبا واستراليا والبرازيل.
سنعرض من خلال هذا البحث، علاقات السريان مع الكرسي الرسولي إلى قيام ما يسمى بطريركية السريان الكاثوليك.
توطئة
شهدت الكنيسة السريانية في العهد العثماني الأول محاولات عديدة للإتحاد بكنيسة روما، بواسطة بعض بطاركة الكنيسة السريانية، ولكن العديد من العوامل السياسية والاجتماعية والثورية و عوامل داخلية من قبل بعض الأساقفة والكهنة، حالت دون الوصول إلى هذا الاتحاد. ومن بين هؤلاء البطاركة الذين أرسلوا إلى روما صيغة إيمانهم، لغرض الاتحاد: البطريرك اغناطيوس داؤد[2]، توفيّ بعد سنة من توليه السدّة البطريركية، وذُكر في مجمع الشرفة الخامس المنعقد سنة1853، “إن اغناطيوس داؤد قد أرسل صورة إيمان كاثوليكي إلى الحبر الأعظم لم تزل حتى الآن محفوظة في المكتبة الفاتيكانية، وان هذا البطريرك لم يثبت على عزمه هذا”[3].
البطريرك اغناطيوس عبدلله بن اسطفان[4]، أرسل البطريرك اغناطيوس القس موسى الصوري المارديني سنة 1549 وحمّله عريضة إلى البابا بولس السادس، يصّرح فيها باحترامه للبيعة الرومانية وللكرسي البطرسي، فرحّب به الحبر الروماني وكرادلته ثم ردّوه إلى ماردين في جواب إلى البطريرك يحثونه وأساقفته على الاتفاق التام والإقرار الصادق بالإيمان الكاثوليكي، وما إن أوصل القس موسى إلى ماردين ودفع كتاب البابا إلى البطريرك حتى كتب صورة إيمانه ووقعها هو وأساقفته وأرسلوها مع القس موسى إلى روما[5]، وفي هذه الإثناء توفيّ البابا بولس وقرأ القس موسى على مسمع البابا الجديد إيمان البطريرك عبد الله. الحبر الروماني وثق بإخلاص البطريرك اغناطيوس عبد الله وأساقفته وضمه هو وجماعة السريان قاطبة إلى حضن البيعة الواحدة المقدسة الرسولية. فقد ظل البطريرك وأساقفته وجماعته موالين للبابا خمسة سنوات.[6]
البطريرك اغناطيوس نعمة الله اصفر[7]، في عهد هذا البطريرك سافر إلى روما الأسقف الارثوذكسي يوحنا ابراهيم قاشا مطران حديثة[8]، وقرر دستور إيمانه بين يدي الحبر الاعظم بيوس الرابع، ولدى عودته إلى دياره حمله البابا رسالة إلى البطريرك نعمة الله، يحثه بها على الاتحاد بكنيسة روما. فأجاب البطريرك على رسالة الحبر الروماني سنة 1563 برسالة حملها إلى البابا المطران قاشا و يرافقه الراهب عبدالله، وهذا نصها ” إن الأخ الحبيب إبراهيم قاشا، أسقف حديثة، زار أعتاب الرسل ومكث هنا بضعة أشهر، وإذ علمنا بأنه رجل صلاح وتقوى وبأنه من الأمة اليعقوبية استقبلناه بطيبة خاطر، وبدا لنا في الواقع متديناً يخاف الله،….. وأننا لنتمنى لو بقيت هذه الأمّة ثابتة في اتحادها مع الكنيسة الرومانية المقدسة، وقد تمت المصالحة في أيام المجمع الفلورنتيني……. ونحرضك على بذل المساعي لاستعادته لأنك تعرف إن الإيمان واحد وأن عروس المسيح واحدة….” [9]. وجاء جواب البطريرك نعمة الله على رسالة البابا بيوس الرابع، بمقدمة طويلة ويصف قدوم قاشا حاملا رسالة البابا المتضمنة رجوع اليعاقبة إلى الاتحاد ويقول:
- بأن الاتحاد لائق ويذكر الاتحاد الذي تم في مجمع فلورنسا.
- يكتب البطريرك صورة إيمان في فصلين: الأول في الله والثاني في تجسد الكلمة.
- يذكر البطريرك في رسالته هذه بعض الذين وبحسب التقليد السرياني، اشتركوا في المجامع المسكونية الثلاث الأولى ومنهم مار افرام، ومار توما….
البطريرك اغناطيوس بطرس الرابع[10]، كانت محاولات روما لاستمالة البطريرك الجديد للاتحاد بها موجودة وبصورة قوية، ففي عهد البطريرك الجديد جاء من روما ليونارد هابيل موفدا للشرق ويبدوا انه كان حاملا الباليوم والتثبيت للبطريرك الجديد، ولكن عاد الوفد خائبا إلى روما.[11]ويبدوا أن شخصا اسمه الشماس سفر بن منصور قريع قبل صورة الإيمان التي جاء بها ليونارد، وكان هذا الشخص من كبار حلب ومن وجهاء طائفة اليعاقبة[12].
لم يتجرأ البطريرك على الانضمام إلى الكنيسة الجامعة، وذلك تحت ضغط رؤساء طائفته، بالرغم من انه كان قد قبِل ذلك وأرسل صورة إيمانه إلى البابا غيرغوريوس الثالث عشر.
وفي عهد هذا البطريرك انضم إلى الكثلكة العديد من المطارين والكهنة والشمامسة والعلمانيين، بواسطة الإرساليات اليسوعيين والكبوشيين والدومنيكان، وغالباً ما كان يعرضهم هذا الانضمام لصعوبات جمة من قبل إخوتهم السريان ومن قبل بعض السلطات الحاكمة، وحتى أن بعضا منهم لم يقدر أن يسدد الضرائب الباهظة التي فرضت عليهم، اضطروا إلى بيع أولادهم وهذا ما حدا البابا بولس الخامس إلى الكتابة مرات عديدة إلى الشاه عباس موصياً إياه بالمسيحيين.
ومن بعد البطريرك داؤد انتخب بطاركة آخرين ومن بينهم البطريرك هدايا الذي كانت علاقاته مع الكرسي الرسولي تمتاز بالمودة، وقد اشترك البطريرك في المفاوضات بين الكرسي الرسولي والسريان في عهد البطريرك داود شاه، أرسل البطريرك هدايا المطران عطالله ليقدم طاعة البطريرك باسمه الشخصي، لم يذهب شخصا من خوفه من الاضطهادات والعذابات[13].
نشأة البطريركية السريانية الكاثوليك الأنطاكية
رأينا مما سبق، أن الأحبار الرومانيّين بذلوا الجهود في عودة بطاركة الشرق إلى وحدة الكنيسة الرسولية الكاثوليكية. فراسلوهم وبعثوا إليهم الوفود في هذا الشأن وحصلت من ذلك بعض النتائج الطيبة. وكانت جهود المرسلين الرهبان الكبوشيين والكرمليين والدمنيكان في الشرق كبيرة، فقد حاولوا من خلال الإرساليات أن يدعموا مسيرة الإتحاد مع الكنيسة الجامعة، وكانت هذه المحاولات تنجح حينًا وتفشل حينًا آخر، فتبع هذه الإرساليات أقوام كثيرة في مختلف البلاد وفي جملتهم اندراوس اخيجان أول بطاركة أنطاكية للسريان الكاثوليك.
- البطريرك اندراوس اخيجان
هو اندراوس بن عبد الغال مربّي واسمه اخيجان، ولد في ماردين وقدم إلى حلب مع والديه طلباً للتجارة. أنضمّ إلى الإيمان الكاثوليكي على يد الآباء المرسلين[14] لا سيما الأب برونو، وتلا صورة إيمانه الكاثوليكي أمام الأب المذكور والأب بولس من الرهبانية عينها[15] فأرسلوه إلى دير قنوبين بلبنان، ومن بعدها أرسله البطريرك يوسف العاقوري إلى روما فقضى هنالك 3 سنوات ومكبَّا على الدرس في المدرسة المارونية، ورجع إلى القاهرة وامضي فيها أكثر من ثلاث سنوات ثم توجه إلى لبنان، وذهب إلى البطريرك الماروني يوحنا بواب الصفراوي ( 1648 – 1656 ) الذي منحه الدرجات المقدسة، بما فيها الكهنوت، وسمي اندراوس[16]، وعينه البطريرك نائبًا عنه في قبرص وعكاري، فخدم في هذه المهمة خمس سنوات.
عرض فرانسوا بيكيت القنصل الفرنسي في حلب على البطريرك السرياني شمعون، أن يعين اندراوس مطرانًا على حلب، إلا أن البطريرك كان يتهرب دائما من ذلك، وكأن القنصل يسعى دوما بالاتفاق مع أعيان الشعب السرياني المنضم إلى روما، في رسامة اندراوس مطرانًا، لكي يتعزز على يده الإيمان القويم بين السريان، فأرسله مصحوبًا بكتاب توصية إلى بطريرك الموارنة يوحنا الصفراوي، فأكرم هذا وفادة اندراوس ورقاه إلى الدرجة الأسقفية في 29 حزيران سنة 1656 في دير قنوبين، ومكث المطران الجديد بضعة أيام في الدير وعاد بعدها إلى حلب ويرافقه احد زملائه في المدرسة المارونية، وهو اسطفان الدويهي[17]. ويذكر احد المصادر بأن البطريرك الماروني شرط على المطران الجديد، أن لا يتعاطى مع شؤون الملّة المارونية بحلب مطلقًا، ولا يدخل كنيستهم[18].
وصل المطران الجديد إلى حلب واستولى على كنيستها في شهر آب 1656 لكنه اضطرّ لدواعٍ قاهرة أن يعود في 15 أيار 1657 إلى لبنان[19]، ومن أهم الأسباب كانت البطريرك شمعون بطريرك السريان الذي اخذ يسبب له الكثير من المشاكل والمتاعب، وفي سبيل التغلب على تلك الصعوبات، استحصل القنصل فرنسوا بيكيت، عن طريق السفير الفرنسي في العاصمة العثمانية، على فرمان للمطران اندراوس اخيجان من السلطان محمد الرابع ( 1648 – 1687 )، بتاريخ 7 تشرين الثاني 1656، والحجة التي رافق بها الفرمان والي حلب مرتضى باشا مؤرخة في 8 كانون الثاني 1657، وهكذا اعتبر اخيجان مطرانًا على السريان في حلب. وما إن سمع البطريرك شمعون بالخبر حتى هرب إلى ديار بكر من خوفه، وهكذا في 9 آب ذهب المطران وجلس على الكرسي رسميًا باحتفال كبير[20].
إلا أن المطران الجديد لم ينعم بالراحة طويلاً، إذ دفع الحسد والعداء بعضَ الكهنة إلى مقاومته والى إثارة الشعب عليه. فأضطر اندراوس إلى مغادرة حلب إلى لبنان في 15 أيار سنة 1657، وبقي هناك مدة ريثما تهدأ الأحوال في الأبرشية المضطربة, فتدخل القنصل الفرنسي لدى والي المدينة إبراهيم باشا وشرح له ما تعرض له المطران، فأستدعى الوالي خمسة من الكهنة المشاغبين واحتجزهم. ثم أمر ثلاثة منهم بالذهاب والبحث عن المطران واستعادته إلى حلب. فعاد المطران معهم، نزولاً عند نصيحة الكبوشيين، ووصل إلى حلب في 14 أيار سنة 1658[21]، ودخل الكنيسة وسط هتافات الشعب، يرافقه وكيل الوالي وقواصه، وفي ختام الحفلة، أعلن ممثل الوالي للشعب عن وجوب الطاعة للمطران، وحذرهم أن من يخالف أوامره يُعتبر عدواً للدولة[22].
لكن بعض الكهنة ظلوا على موقفهم العدائي من المطران، ولاسيما اثنان منهم، اللذان اثأرا الشعب عليه، حتى أدى الأمر يبعضهم إلى اهانة المطران. لكن أنصار المطران من وجهاء الشعب قدموا التماسا إلى والي حلب الجديد مرتضى باشا، وساعدهم القنصل الفرنسي في ذلك، فكتب والي حلب إلى والي ديار بكر يطلب منه أن يستحصل من البطريرك شمعون ” السسطاطيكون” أي الصك الذي يشهد أن اندراوس اخيجان هو مطران حلب، وهذا ما حصل[23].
كان المطران اندراوس اخيجان، بعد رسامته السقفية، قد أرسل صورة إيمانه وخبر رسامته إلى البابا الكسندر الرابع، فسّر البابا بهذا النبأ سروراً عظيمًا. وجاءته من روما براءة التثبيت المؤرخة في 28 كانون الثاني 1659، وفي سنة 1660 كتب رسائل إلى روما وفيها أبدى الكثير من الشكر للبابا والطاعة له والثناء على شعبه وعلى القنصل الفرنسي والمرسلين[24].
عقد المطران الجديد مجمعًا في كنيسة حلب صباح 10 نيسان 1660 للنظر في العقائد الكاثوليكيّة، حضر من الملكيين قسيسان وشماسان و3 تجّار ومن السريان 5 كهنة و 5شمامسة و 3 تجّار، وانضم اليهم من السريان الشرقيين قسّيسين بغدادي وتاجران، وحضر من المرسلين الأب يوسف اليسوعي، والأب بليس الكبوشي والأب يوحنا الكرمليّ. وبعد المناقشة قرّر الجميع
- بالطبيعتين .
- الاقنوم الواحد .
- هتفوا بحياة خليفة بطرس وجاهروا بالطاعة له.
وبعد هذا اختار المطران اندراوس ثلاثة من أفاضل الشعب ورقّاهم إلى الرتبة الكهنوتّية[25]، وتبعهم فورًا 9 كهنة من السريان واعترفوا بالإيمان الكاثوليكي، وأيضاً انضم إليهم الخوري اصلان أخ المطران بعد عداء طويل[26].
بعد وفاة البطريرك شكر الله ( 1640 – 1662 ) انتهز السريان الكاثوليك في حلب فرصة فراغ الكرسي البطريركي وأجمعوا على اصطفاء مطرانهم ديونيسيوس اندراوس للسدّة البطريركية[27]. وانتهز الفرصة ميسو فرنسيس بارون الذي خلف القنصل بيكيت ليكون السيّد اندراوس خلفًا شرعيًا للبطريرك المتوفي، وقرّر قاضي حلب انه لن يستعرف غيره بطريركًا وأرسل القنصل تقرير القاضي إلى العاصمة، واتّفق مقار بطريرك الملكّيين وخاجادور بطريرك الأرمن جاهرا بالإيمان الكاثوليكي وقرّرا طاعتهما للحبر الروماني، واستدعى كلٌّ منهما بدوره القنصل الفرنسيّ إلى كنيسته وخطب في وجوب الانضمام إلى الكنيسة الرومانية الواحدة[28].
وفي 3 آب 1662 وصلت البراءة السلطانية، فيها يعترف السلطان بأندراوس بطريركًا، وكانت البراءة مكتوبة بحروف ذهبية، فحملها البطريرك اندراوس إلى دار الحكومة حيث أمر الوالي بتسجيلها وأهدى البطريرك رداءًا ثمينًا، وأوفد معه 6 قواصين بحللهم المفضضة ليرافقوه إلى الكنيسة، وأوعز الوالي بطريركا الروم والأرمن بالاشتراك في حفلة تنصيب البطريرك الجديد. وفي 20 آب 1662 توجه البطريركان بحللهما إلى كنيسة السريان يرافقهما عدد من المطارنة والكهنة والمرسلين وجمع غفير من المؤمنين من مختلف الطوائف، وبدأ الاحتفال بترقية الأب بهنام اخيجان الكرسي مطرانية حلب بدلاً من أخيه، ثم جرى تنصيب البطريرك الجديد بأبهة لا مثيل لها. وحُمل البطاركة الثلاثة على كراسيهم فوق أكتاف الشعب وطيف بهم في الكنيسة وهم يباركون الشعب. وفي هذا اليوم نال البطريرك الجديد الإكرام من سلطات المدينة[29].
ثم توجّه الاب جيروم الكرملي إلى روما في طلب درع التثبيت، وأرسل القنصل عدة رسائل إلى بلاد مابين النهرين في استعراض السيّد اغناطيوس اندراوس بطريركًا شرعيا على جميع السريان، وفي 25 تشرين الأول 1662 وصل إلى حلب الأسقف عبد الجليل وكان قد جاهر الإيمان الكاثوليكي في الموصل، ثم توجه البطريرك اندراوس إلى الرها وديار بكر وماردين وأيّد السريان الكاثوليك في إيمانهم وعاد إلى حلب، وفي 22 تموز 1663 ورده درع التثبيت من الحبر الروماني، وفي 22 كانون الثاني 1664 حصل على الفرمان الشاهانيّ. وجعل يوقّع اسمه تارة ” بطريرك السريان” وطورًا ” بطريرك اليعاقبة” وجينًا ” بطريرك السريان واليعاقبة”، لأن الدولة اعتبرته البطريرك القانوني لجميع السريان[30].
في هذه الأثناء اهتم البطريرك اندراوس بالشباب، وعزم أن يتفقد السريان في مابين النهرين، وفي تلك الأثناء قدم شاب من الموصل وكان قد أعلن إيمانه الكاثوليكي 1660 في الموصل وهو اسحق بن الشماس عبد الحي بن جبير، فأرسله البطريرك إلى روما، حيث دخل مدرسة انتشار الإيمان ونبغ في العلوم، وكان يتردد إلى مدرسة الموارنة، وعند انتهاء دروسه قدم إلى لبنان، فرقاه البطريرك اسطفان الدويهي الى درجة الكهنوت، وكان البطريرك اندراوس أرسل جملة من شباب الطائفة إلى روما لغرض الدراسة[31].
أقام البطريرك اندراوس خمس عشر سنة يرعى رعيته بنشاط وحزم وغيرة، ورقد بالرب في 24 تموز 1677 ودفن بكنية والدة الله بحلب. قال عنه البطريرك اسطفان الدويهي في مسودة تاريخ الأزمنة مانصه ” كان البطريرك اندراوس مستقيم الإيمان وذا غيرة جزيلة، فربح نفوسًا كثيرة للملكوت ووفى الديون التي كانت على الكنيسة في عهد البطريرك شمعون….”[32].
ان البطريرك اندراوس ادخل بعض العادات اللاتينية إلى طائفتنا منها المسبحة الوردية والبركة بالقربان المقدس والماء المبارك، والقداديس المتتابع لكن على طباليت مختلفة، والخاتم وصليب الصدر والتاج اللاتيني والصوم من منتصف الليل إلى منتصف النهار[33]. ويعتبر هذا البطريرك أول بطريرك لطائفة السريان الكاثوليك.
الأب روني موميكا
——————————————————————————————————————————————————————————————————–
[1] – لايوجد تعداد دقيق.
[2] – ولد في معدن ورسم مطرانا لآمد.
[3] – البير ابونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3، ” سلسلة تاريخ الكنيسة”، دار المشرق – بيروت 2003، ط2.
[4] – ولد في قلعة المرأة شرقي ماردين.
[5] – يقول البعض ان البطريرك وقع صورة الايمان ( راجع انطوان حايك، علاقة كنيسة السريان اليعاقبة مع الكرسي الرسولي)، ويقول البعض الاخر لم يوقعها ( راجع البير ابونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ص 159).
[6] – اسحق ارملة، نشره الخور اسقف بهنام هندو، تاريخ الكنيسة السريانية، ج2، ” سلسلة تاريخ السريان”، بيث زابداي – ازخ، لبنان 1996، ص380.
[7] – هو ابن المقدسي يوحنا بن نور الدين اصفر، ولد في ماردين وترهب في دير الزعفران في نحو سنة 1535، رسم كاهنا بعد ان اخذ العلوم، وبعدها رسم اسقفا لماردين بوضع يد البطريرك عبدالله، ورقيَّ الى المفريانية، وبعدها انتخب بطريركا سنة 1557.
[8] – تقع في جنوب وسط العراق.
[9] أغناطيوس انطوان الثاني حايك، علاقات كنيسة السريان اليعاقبة مع الكرسي الرسولي من 1143 – 1656، مطابع حبيب اخوان، المكلس، ص 108.
[10] هو داود شاه ابن الشماس قسطنطين من عائلة اصفر، ولد في ماردين ونشأة في ظل عمه البطريرك نعمة الله، في سنة 1555 خلف عمه في كرسي اسقفية ماردين، واختير بطريركا خلفا لعمه.
[11] البير ابونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3، ” سلسلة تاريخ الكنيسة”، دار المشرق – بيروت 2003، ص163
[12] أغناطيوس انطوان الثاني حايك، علاقات كنيسة السريان اليعاقبة مع الكرسي الرسولي من 1143 – 1656، ط 1، مطابع حبيب
[13] البير ابونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3، ” سلسلة تاريخ الكنيسة”، دار المشرق – بيروت 2003، ط2، ص 168 .
[14] اسحق ارملة، نشره الخور اسقف بهنام هندو، تاريخ الكنيسة السريانية، ج2، ” سلسلة تاريخ السريان”، بيث زابداي – ازخ، لبنان 1996، ص415.
[15] أغناطيوس انطوان الثاني حايك، علاقات كنيسة السريان اليعاقبة مع الكرسي الرسولي من 1143 – 1656، ط 1، مطابع حبيب اخوان، المكلس، ص 191.
[16] البير ابونا، تاريخ الكنيسة …ص 169.
[17] -المرجع السابق، البير ابونا، ص 170.
[18] فيليب دي طرازي، اصدق ما كان عن تاريخ السريان في لبنان وصفحة من اخبار السريان، المجلد الاول، مطبعة جوزيف سليم صقلي، بيروت – 1948، ص307.
[19] المصدر السابق، فيليب دي طرازي، ص 307.
[20] -البير ابونا، تاريخ الكنيسة …، ص 170.
[21] ويقول ارملة : قصده الآباء الكرمليون الى قنوبين والحوّا عليه في الرجوع الى حلب فعاد في 12 اذار 1658.
[22] البير ابونا، تاريخ الكنيسة… ص 171،
[23] البير ايونا، تاريخ الكنيسة… ص 171. و اغناطيوس حايك، ص 191.
[24] البير ابونا،تاريخ الكنيسة ص 171. و اغناطيوس حايك، ص 191.
[25] – اسحق ارملة، نشره الخور اسقف بهنام هندو، تاريخ الكنيسة السريانية، ج2، ” سلسلة تاريخ السريان”، بيث زابداي – ازخ، لبنان 1996، ص416.
[26] – البير ابونا، تاريخ الكنيسة … ص 171.
[27] – فيليب دي طرازي، اصدق ما كان عن تاريخ السريان في لبنان وصفحة من اخبار السريان، المجلد الاول، مطبعة جوزيف سليم صقلي، بيروت – 1948، ص307
[28] اسحق ارملة، نشره الخور اسقف بهنام هندو، تاريخ الكنيسة السريانية، ج2، ” سلسلة تاريخ السريان”، بيث زابداي – ازخ، لبنان 1996، ص416
[29] البير ابونا، تاريخ الكنيسة… ص173.
[30] – اسحق ارملة، نشره الخور اسقف بهنام هندو، تاريخ الكنيسة السريانية، ج2، ” سلسلة تاريخ السريان”، بيث زابداي – ازخ، لبنان
[31] – البير ابونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3، ” سلسلة تاريخ الكنيسة”، دار المشرق – بيروت 2003، ط2، ص175.
[32] – فيليب دي طرازي، اصدق ما كان عن تاريخ السريان في لبنان وصفحة من اخبار السريان، المجلد الاول، مطبعة جوزيف سليم صقلي، بيروت – 1948، ص309
[33] – أغناطيوس انطوان الثاني حايك، علاقات كنيسة السريان اليعاقبة مع الكرسي الرسولي من 1143 – 1656، ط 1، مطابع حبيب اخوان، المكلس، ص192.
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
- الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي28 أغسطس، 2019
- حكاية القديس يوحنا الحبيب8 مايو، 2019
- سمعان الشيخ1 فبراير، 2019
- قصة القديس يوحنا الدمشقي4 ديسمبر، 2018
- الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
- من كتاب العمر لو حكىفي غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما8 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- تأمّل – لأجل كلمتكفي تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من تحسب نفسك؟في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- اليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح28 مايو، 2021لا توجد تعليقات
- غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | ||||||
2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 |
9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 |
16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 |
23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 |
30 | 31 |