
فلسفة التجلي
فلسفة الوجه وتجلّي يسوع على جبل طابور … ما معنى طابور ؟
هو أوّل موضوع يرد إلى مجلة رابطة الشرفة من الشماس عدي توما عاشا (أبرشية كندا)
الحضارات الآشوريّة والبابليّة، يرسمونَ الوجه دائمًا “بروفايل”، من جانب واحد .
إذن الإنسان لديه ” جانبين – بروفايلين “؛ ويرسمون المَلكْ دائمًا وجهه بروفايل ( جانب واحد ). البروفايل هو ” الإتّجاه “، حيث يضع وجهه، نحو المستقبل، السهم الذي يشكّله الأنف نحو المستقبل .. !
وكانوا يرسمون الملك وأمامهُ ” أبيه ”، وأمامَ أبيه يرسمونَ ” جدّه ”. إذن المستقبل هو خلفنا، والماضي هو أمامنا: هذا هو الفكر الآشوريّ والبابليّ . كيف؟ لأنّ أبي؛ أعرفه، مشى قُدّامي – أمامي؛ وجَدّي مشى قـُــدّام أبي، لكن أبني وحفيدي الذي سيأتي خلفي، لا أعرفهُ.
فهو إذن ليس بإتّجاه ” وجهي “. الغرب يقولُ لنا: المستقبل أمامنا، والماضي خلفنا، لكن الشرق يقولُ العكس: المستقبل خلفنا، والماضي أمامنا. فلسفة الوجه بين الغرب والشرق، متعاكسةٌ تمامًا.
يقول الإنجيل عن يسوع قبل قيامته، أنه تعرّض لحادثة مع ثلاثة من تلاميذه تسّمى ” التجلّي “، “إنّ وجهَ يسوع تلألأ وصارَ كــ “الشمس” . نحنُ تعوّدنا أن نقرأ هذه الحادثة، وإنها معجزةٌ كباقي معجزات يسوع ! كلا . هناكَ فلسفة وجه. وجه الله العميق في يسوع، انكشفَ لثلاثة شهود. هذا الوجه النورانيّ المشعّ، حاول بطرس أن يتملّكه فقال : يارب، حسنٌ أن نبقى ها هُنا، ونبني ثلاثَ مظال، لكَ واحدة، ولإيليا واحدة، ولموسى واحدة …” . وجه الله لا نقدرُ أن نمتلكه ، لماذا ؟ وهنا قمّة اللاهوت العميق : قمّة الجبل . إيّهما جبل ؟ إنه جبل ” طبّور – طابور “، أي جبل ” السِرّة ” بالعبريّ . السرّة التي تربطنا بأمّنا، والسِرّة التي تربطنا بالله . في هذه المنطقة التي تربطنا بالله ، ينكشفُ وجه الله من خلال وجه الإنسان يسوع . وجهه يكشف الله ، لكني لا استطيع أن أتملّكه وأستحوذ عليه ، لإنه أيضا : سريع العطب. لإنّ يسوع يقول : سأموت..! هذا الصراع العميق الموجود في الإنجيل، نحنُ بحاجة ٍ لفَهمه ، لإنّ كلّ المسيحيّة تتجلّى في وجه يسوع. يسوع كاشف وجه الله العميق.
يا رب لا تحجُب وجهكَ عنّي. كلّ وجه، فيه سرّ الأبديّة ( كلّ وجه إنسان ) . على صورة الله ومثاله خلقنا الله، فالله خلقَ الإنسان فيه سرّ. الوجه هو نقطة الإلتقاء بين البشر، وبيننا وبين الله.
الكاتب: عدي توما عاشا
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي
28 أغسطس، 2019حكاية القديس يوحنا الحبيب
8 مايو، 2019سمعان الشيخ
1 فبراير، 2019قصة القديس يوحنا الدمشقي
4 ديسمبر، 2018الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس
27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
من كتاب العمر لو حكى
في غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
8 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتتأمّل – لأجل كلمتك
في تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن تحسب نفسك؟
في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتاليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح
28 مايو، 2021لا توجد تعليقاتغبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا
22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 |