من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
من كلمات البابا فرنسيس للكهنة
في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
تصلح لنا ككهنة أينما كنا
إخوتي الأعزاء
• في مجتمع موسوم بالفردانية وإثبات الذات واللامبالية، تختبرون بأنفسكم واقع العيش معا مع التحديات التي يتضمنها ذلك…
• في هذه السنة المكرسة للقديس يوسف أدعوكم لاكتشاف وجه رجل الإيمان هذا، وجه الرقة
لدى هذا الأب، مثال الأمانة والاستسلام الواثق بالله… يعلمنا يوسف أن الإيمان بالله يتضمن الأيمان أيضا بإمكانية الاستمرار بالعمل وسط مخاوفنا وضعفنا وهشاشتنا.
• لا ينبغي أن ندع واقع هشاشتنا (أو مواطن الضعف فينا) جانبا: إن هشاشتي، وهشاشة كل واحد منا هي نقطة التقائنا مع الرب. إن الكهنة “السوبرمان” ينتهون نهاية سيئة، جميعا. الكاهن الضعيف الذي يعترف بضعفه ويتكلم عن هذا الضعف مع الرب، هذا الكاهن ينجح…
• في الكروبات الصغيرة هناك تجربة دائمة لخلق جماعات مغلقة، تجربة الانعزال، تجربة الانتقادات، والنميمة، تجربة الإدّعاء بأننا أفضل من الآخرين، وبأننا أذكى منهم. الأقاويل هي ميزة الجماعات المغلقة، وهي ميزة الكهنة الذين يصبحون مثل العزاب المتقدمين في السن: يتحركون، ينمنمون: وهذا لا ينفع. هذه التجربة تراودنا جميعا، وهي شيء سيء. علينا ترك هذه العادة وتصويب نظرنا وفكرنا نحو رحمة الله. يا ليتكم استقبلتم بعضكم بعضا كهبة من الله. وإذا ما عشنا الأخوّة الحقة في نزاهة العلاقات وحياة الصلاة، لاستطعنا تكوين جماعة يستطيع الواحد أن يستنشق فيها الفرح والرقة.
• إنني اشجعكم أن تعيشوا أوقات المقاسمة والصلاة الجماعية، وهي أوقات ثمينة، كي تعيشوها بمشاركة فاعلة وبهيجة. (واقضوا فيما بينكم) أيضا أوقاتا من المجانية، في لقاءات مجانية… ان الكاهن رجل ينشر حواليه مذاق الله، انطلاقا من نور الإنجيل، وينقل الرجاء الى القلوب القلقة: هكذا ينبغي أن يكون…
• إني أتمنى أن تكونوا “رعاة تستنشقون رائحة الغنم”، بمعنى أن تكونوا أشخاصا قادرين أن تعيشوا، وتضحكوا، وتبكوا مع جماعتكم، بكلمة واحدة أن تتواصلوا معهم.
• إنني قلق من البعض عندما يصوغون أفكارا واعتبارات وكأن الكهنوت مادة مختبرية: هذا الكاهن كذا، ذلك الكاهن كذا.. لا يمكن أن نفكر بالكاهن خارجا عن شعب الله المبارك. لا ننس ذلك. (مخاطبا الكهنة والأكليريكيين): تخلوا عن ذواتكم، عن أفكاركم المسبقة، عن أحلامكم في العظمة، عن إثبات ذواتكم، واجعلوا الله والأشخاص في مركز اهتمامكم اليومي. فلكي يكون شعب الله المؤمن في المركز، ينبغي أن تكونوا رعاة… ستكون راعيا بأوجه عديدة، ولكن دوما وسط شعب الله. كما نستدل من قول بولس لتلميذه الحبيب (طيموثاوس): “تذكر أمك وجدتك والذين علموك”…
• أيها الإخوة الكهنة، أدعوكم لأن تكون لديكم أفاق كبرى دوما، إحلموا، إحلموا بكنيسة متفرغة كلها للخدمة، احلموا بعالم أكثر أخوّة وتضامنا. وفي سبيل ذلك، ولكونكم دعاة، عليكم تقديم مساهمتكم. لا تخافوا من أن تجرأوا، من أن تجازفوا، من أن تأخذوا المبادرة لأنكم تستطيعون كل شيء بالمسيح الذي يقويكم (فيلبي 4: 13). معه، بوسعكم أن تكونوا رسل الفرح، وذلك بمضاعفة العناية بتعميق شعوركم بالامتنان والشكر لأنكم أُقِمْتُمْ لخدمة إخوتكم وخدمة الكنيسة. هذا، وإن روح الدعابة يسير على خط واحد مع الفرح. إن كاهنا يفتقد روح الدعابة لا يُحبونه. هناك شيء فيه لا يسير على ما يرام. اقتدوا بهؤلاء الكهنة الكبار الذين يضحكون من الآخرين، ومن أنفسهم، وحتى من ظلهم: إن روح الدعابة أو المرح علامة من علامات القداسة…
• وضاعفوا العناية بشعوركم بالامتنان والشكر لآنكم في خدمة إخوتكم والكنيسة، لأنكم ككهنة “دُهِنْتُمْ بزيت الفرح لتدهنوا غيركم بزيت الفرح”. ولن تستطيعوا اختبار الفرح الذي يدفعكم الى كسب القلوب إلا إذا كنتم متأصلين في المسيح. من الفرح الكهنوتي الذي فيكم ينبثق عملكم كمبشرين لعصركم… هذا وإن الامتنان والشكر (للرب) يتيح المحافظة على شعلة الرجاء مشتعلة فيكم في أوقات الإحباط والعزلة والمحنة…
• (ترجمة المطران جرجس القس موسى عن النص الفرنسي لأنيتا بوردن في زينيت نشرة 7 حزيران 2021)
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
- الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي28 أغسطس، 2019
- حكاية القديس يوحنا الحبيب8 مايو، 2019
- سمعان الشيخ1 فبراير، 2019
- قصة القديس يوحنا الدمشقي4 ديسمبر، 2018
- الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
- من كتاب العمر لو حكىفي غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما8 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- تأمّل – لأجل كلمتكفي تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من تحسب نفسك؟في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- اليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح28 مايو، 2021لا توجد تعليقات
- غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |