صلاة الابتداء:

أهّلنا أيُّها المتعالي، الّذي لا ابتداءَ للاهوتِه ولا انتهاءَ لذاتِه، وقد أرسلَ ملاكَهُ لكي يؤكّدَ ليوسفَ البتولِ البار، حبلَ مريم العذراء بالكلمة المتجسّد، أن يتأكّدَ في قلوبِنا اعترافُنا بك، وتُشرقَ في افئدتِنا نعمتُك، فنمجّدَك مع يوسفَ البار، ونمجّدَ ابنك الوحيد وروحَك القدّوس من الآنَ وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للإلهِ الأزليِّ، الّذي اختارَ يوسفَ ليكونَ خطيبًا لمريمَ أمِّه، التي منها تجسّدَ وحيدُه، ليُدعى أبًا لابنِه على الأرض، فتربَّى في بيتِه، وجعلَه مثالاً للمتزوّجين بطهارته وبتوليته وأمانته؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

من يستطيعُ أن يسردَ أمجادَ عظمتِك أيّها القدّيس يوسف، خطيب مَنْ هي أشرف الخلائق، مريم والدة الإله. ومن لا يعترف بسموِّ صلاحِك، ولا يتعجّب بطهارتِك، فالله بحكمته أراد حفظ طهارةَ وبتوليّة مريم الطوباويّة، فتمّت خُطبتها لرجلٍ لم يقترنْ بها فحُفظت بتوليتها. اختارَكَ الله وأعطاكَ هذا الفخر، فعشتَ مع الطاهرةِ بكلِّ صفاءٍ، ومن أجل ذلك، صرتَ شاهدًا لبتوليتها، وكنت مع مريم مثالاً للخطيبين الطّاهرين والنقيين، فيا للفضيلة التي لا توصف وللحكمة الإلهيّة التي لا تدرك. والآن، نطلب منك يا مار يوسف البتول، أن تتضرّعَ عنّا إلى ابنِ الله، ذلك الّذي ربّيتَه في طفولتِه مع مريمَ خطيبتِك، والتي أصبحتْ أمًّا له، فيقوّينا لنتشبّهَ بكَ بطهارةِ النفسِ والجسد، حتى النفس الأخير من حياتنا، فنستحقَّ عند ساعةِ موتِنا أن يأتيَ يسوعُ إلى مساعدتنا مع أمّه مريم، كما حضرَ عند ساعة موتك، وبينهما أغمضتَ عينيكَ، فنُصعدَ معك ومع كلّ القدّيسين إلى الله، المجدَ والشكرَ والتسبيحَ من الآن وإلى أبد الآبدين.