يحتفل غبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان البطريرك الانطاكي الكلّي الطوبى، يوم الاحد في 27 آب 2017 بالقدّاس الإلهي في كنيسة مار موسى الحبشي التابعة للأبرشية البطريركية.

هذه الكنيسة قدّمت الكثير من الدعوات الكهنوتية، وقد طبع مؤخرًا السيد الياس غصن مشكورًا كتيب عن “شجرة العائلات في راشيا الوادي”[1] إلى زمن قريب كانت تابعة لآبرشية دمشق بحكم الجغرافية، أمّا اليوم فهي تابعة لرعية مار أفرام بزحلة ويخدمها الأب الدكتور بيير النادر.

رغم قلّة العائلات في هذه المنطقة ما زال الاهالي يقيمون القداديس الشهريّة خلال فترة الاصطياف.

كنيسة مار موسى الحبشي في راشيا في سطور

يقول الفيكنت فيليب دي طرّازي في كتابه أصدق ما كان في تاريخ لبنان:

أنّ لدى السريان أربع في راشيا (كنيسة السيدة ومار قوما ومار ديمط، مار ميخائيل، مار الياس الحي ومار موسى الحبشي). أمّا عن كنيسة مار موسى الحبشي فكانت تحوي “مكتبة حفظت فيها مخطوطات سريانيّة وكرشونيّة يستعملها الكهنة الذين يتولّون خدمة الرعيّة. غير أن الايدي لعبت بتلك المخطوطات فلم يحفظ منها إلاّ القليل النادر. نذكر من ذلك انجيلاً سريانيَا وكرشونيًا طبقًا للترجمة الحرقليّة مكتوبًا في حقلين ومجلدًا تجليدًا متقنًا ومحلّى باطار ملّون، وهذا الإنجيل محفوظ اليوم في خزانة مخطوطات دير الشرفة”[2]

تقع كنيسة مار موسى الحبشي في راشيا الوادي التي تقع عند سفح جبل حرمون أو جبل الشيخ إحتفظت بهندستها التقليدية ، بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر لحماية القوافل التجارية بين سوريا وفلسطين وتمتاز هذه الكنيسة بالفن المعماري الذي استخدم الطريقة القوطية أي العقد في بنائها حيث أتت على شكل سفينة ..إنّها تؤرخ للحقبة الزمنية التي تواجد فيها أبناء الطائفة السريانة في لبنان منذ قرون، وإلى جانب قيمتها التاريخية والفنية، فإن هذه الكنيسة تمتلك وتحفظ أيقونة شفيعها القديس مار موسى الحبشي النادرة الوجود، والتي يعود تاريخها الى أكثر من خمس مائة عام. قد سمى الدير ب مار موسى الحبشي ذلك أن القديس موسى كان ابن لملك من ملوك الحبشة أراد أن يزوجه وأن يمده لخلافته على العرش فرفض الملك والأمجاد الدنيوية وترك البلاد باحثاً عن الملكوت .. فهاجر إلى مصر و زار الأماكن المقدسة في فلسطين ثم ترهبن في دير مار يعقوب بالقرب من بلدة قارة شمال النبك فرغب بالتوحد وأتى إلى البادية السورية، شرق مدينة النبك في ما يسمى بالجبل المدخّن وأقام في أحد المغاور متنسكاً وأسّس دير مار موسى الحبشي المسمّى بالدير الشرقي والذي يعود أيَضًا لكنيستنا .. أستشهد الراهب الحبشي موسى على يد جنود الامبراطور.

يحتفل بعيد شفيع الكنيسة مار موسى الحبشي بقدّاس احتفالي في يوم 28 آب من كلّ عام، أو في يوم الاحد القريب منه، بمشاركة جميع أبناء الطوائف الروحيّة في راشيا الوادي.

إعداد وتصوير الفنان فرج شمّاس

 [1]  الياس غصن، شجرة العائلات في راشيا الوادي، زحلة 2017.

[2]  فيليب دي طرّازي، اصدق ما كان عن تاريخ لبنان، المجلد الأوّل، مطابع صيقلي، بيروت 1948،  388-389.