صلاة الابتداء:

أيها الرّبّ الإله الحيّ، أبو ربّنا يسوع المسيح القائم من القبر، الذي لا يموت، وقد ارتضى الموتَ على الصليب بطبيعته الإنسانيّة، ليُحيي الجنسَ البشريّ؛ شمس البر الّذي لما أشرق من على الصليب، انكسفتِ الشمس والتحفتْ بالظلام، مُعترفة بذلك أنّه هو نور العالم المُرسَل من لدنك. ارسم قوةَ الصليب الظافر على أنفسِنا وأجسادِنا. نوِّر عقولَنا، وأوقد في قلوبنا نارَ حبِّك، لنحبَّك وحدك حبًّا طاهراً، ونصعد لك المجد ولابنك الوحيد ولروحك القدوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للآب الواحد القدّوس الذي منه تجري كلّ قداسة، وللابن الواحد القدّوس، ضياء الآب وقوّته، والروح القدس الواحد المتمّم والمكمّل كلّ شيء؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.   

السدرو:

لك الشكر والتسبيح يا كلمة الله، القويّ الّذي حمل الصليب من أجلنا. حملُ الله الّذي لم يعرف الخطيئة، حمل خطايانا وسار بها على درب الجلجلة. إننا بالصليب عرفناك وعرفنا قدرتك، وبه آمنّا أنك مخلّص جبلتنا ومجدّدها. أنت هو شجرة الحياة الحاملة ثمرة الخلود للذين يؤمنون بها. بذلك عظّمتَ الصليبَ، وجعلتَه سلّمَ الارتقاء إلى السماء، مُشبع الجائعين ومُروي العِطاش، مُنير المَظلومين ومُرشد الضالين، والآن، نتوسّل إليك يا أيّها المسيح مخلّصنا، ونحن واقفون أمام صليبك، ونرغبُ إليكّ بجاهه، أن ترسمَ معانيه القدسيّة على قلوبنا، وتصدّ عن بيعتك المفتخرة به، كلّ ضرر وآفة روحيّة وجسديّة. وأنعمْ علينا جميعًا بأن نكونَ على الدوام مطعَّمين فيك يا شجرة الحياة، ولا تدعنا ننفصل عنك أبدًا، فنَيبس ونموت الموت الأبدي، بل أنعمْ علينا بأن نرتوي برطوبة حلاوتِك الإلهيّة، ونزهو بزهور التقوى وثمار الفضائل، فنتبعك في مجدك في نعيمك السماويّ، مع أمواتنا المؤمنين الراقدين في ظلّ صليبك المقدّس، فنسبّحك مع أبيك المبارك الذي أرسلك، وروحك القدّوس المحييّ، من الآن وإلى أبد الآبدين.